أنتظر أن يقرأ صديقي هذه السطور

أبدأ كلامي بتمنٍ صغيرٍ ما إن تحقق،دخل الفرح والسرور بيت أحزاني .. وعادت الحياة له ... ألا و هو أ يقرأ صديقي العزيز هذه الكلمات التي كتبتها بدموع عيناي لا بحبر القلم ...
كنّا عبارة عن أربعة أصدقاء عشنا 12 سنة متتالية برفقة بعضنا البعض .. منذ الحضانة حتى الصف التاسع الأساسي . شكلنا مجموعة تعاهد أفرادها على المحبة طوال العمر..
مرّت الأيام و السنين و نحن نضحك و نمرح .. نحزن لحزن أحدنا و نفرح لفرح أحدنا ... نشارك بعضنا مشاكلنا و نبحث عن حلول لها .. افترقت عنهم سنتين إذ لم نكن بذات الصف، اجتمعنا بعدها في التاسع لنعاود شعور الحب و الأخوّة بيننا.. صنعنا العديد من المقالب لبعض ، وتعاونا لنوقع بأساتذتنا في مقالب و أفخاخ عديدة..
أخذنا الحياة لعبة سهلة طالما نحن مجتمعون ...
انتهت السنة الدراسية الأخيرة لنا بذات المدرسة لنفترق و يذهب كل منّا إلى مدارس مختلفة .. عرفت بأن أعزهم على قلبي سيرحل إلى العاصمة ليكمل حياته هناك بعيدا عن أنظارنا ..لم يرحل بدون ان يقطع وعداً أنه لن يحل أحدٌ مكاني في قلبه و لن يفضّل آخرون علينا ... و ترك لي ورقة طبع عليها بصماته الحنونة و العطوفة و المحبة كذكرى ترافقني طوال العمر ـ لازلت إلى اليوم أقرأها و أجلس قليلا مع ذكرياتنا ـ .
بدأ العام الجديد لألقى مفاجأة لم أكن أتوقعها .. فأنا أراه معي بذات المدرسة . غمرت السعادة قلبي الصغير بعدما كان الحزن قد عشعش داخله لقاء خيانة من شخص قريب جدا ، أكضينا معظم الوقت في الإستراحة معا، نضحك و نمرح ...
بعد عدة أيام خلت ، علمت بمشكلة مضى عليها عاما تتعلق بي و بصديقي .. و تتطورت هذه المشكلة و هلّفت بيني و بين عزيزي لنبقى إلى هذا اليوم دون سلام و لا حتى كلام ، وما إن التقت عينانا لم نترك لها وقتا للحديث بل هربنا من المواجهة..أصبح يمر واضعا بده على خدّه ما يزيد التهاب الشعلة في قلبي .. و حرقة و حسرة على حالنا ...
لطالما حاولت المجيء له و محادثته،ولطالما قررت نسيان المشاكل و ما قدمته من أذى نفسي لي مع أنه حاول لمرة واحدة إقناعي أنه على صواب و يريد الوصول إلى هدفه الذي يحميني و لكنني لم أقتنع .. ولكالما حلمت أن أُرجع الزمن حتى لا أعلم بما جرى .. لأنه إنسان تجسدت فيه أعظم الصفات و أحسن الأخلاق و أفضلها.. ولكني رغم كل هذا أجدني أهرب منه و من نفسي أحاول الإبتعاد أكثر حتى لا أتكلم معه و أجرحه بكلامي اللئيم الذي أصبح كذلك بعد فراقي معه و مع شخص بادلني شعور الحب و الإخلاص بالعدر الجارح و الخيانة القاتلة!!!
صحيح أن المشكلة كانت بيني و بينه و لكن بعدها انقلبت حياتي ـ لن أصفها بالجحيم لأنها لم تصل إلى هذه المرحلة فلازال والدي و والدتي يغمرانني بعطفهما و حنانهما فيستبدلون الحزن الذي سكن ما بين أضلاعي بفرح حتى لو لم يكن كبيرا نسبيا .
لم تقتصر الأمور على علاقتي و صديقي العزيز فقط فبعد أيام صرت أحس بالوحدة رغم وجود الجميع إلى جانبي ورغم وجود الإنسان الذي بات كل حياتي و صرت أحسّ بأنه أنا و بأنني هو .. أحسست أنهم تغيروا كثيرا يهربون مني و من حديثي، أنا طبعا أستثني الحبيب الذي وقف إلى جانبي في مشاكل عديدة و ساعدني للتخلص منها...
لست أشعر بالضيق من هذا التغير كما الأمر مع صديقي العزيز ..
لست أشعر بالندم أيضا لأنه لم يقدم لي ما يقنعني بل تحدث عن الموضوع بعنوان صغير متناسيا أن يتطرّأ للنص(الحجج و البراهين) ...
ولكني لم أعتد أن أحمل الحقد و البغض لأحدهم في قلبي فقد علمني والداي أن أكون الأحسن دوما أن أتعاطى مع الأمور برحابة صبر و بكل هدوء و أن أحاول حل المشاكل دون العصبية و البغض .. علّماني أن أحب الجميع وأحسن للجميع جازاهما الله كل الهير و ساعدهما و رحمهما..
أجد أن كل ما أتعرض له عقاب يريد اضعافي و انهاكي ..سأكون قوية حتى لو كان في داخلي حزن و ضعف و سأتظاهر بالقوة لأننيأعلم جيدا أن صديقي لا يحب رؤيتي في حالة مزرية و لا يأمل أن يراني منهارة صعيفة ..
لا أدري متى سأستطيع التحدث معه و متى نقدر نسيان ما جرى ..
لا أنتظر حلولا لمشكلتي و لكنني أنتظر أن يقرأ صديقي هذه السطور و معرفته أن الصديق الحقيقي هو ليس الصديق الثرثار ولا الصديق الذي يخلف الوعود و الصديق المخادع و لا الصديق الهادئ ... إنما هو من لا يمحو أجمل سنين من ذاكرته بطرفة عين بل هو من يبقى على الوعد و العهد طوال العمر.

اه...اه ...لو يستطيع هذا الصديق ان يتكلم.....فوجنتاه تتالم وقلبه ينفطر...وليس بيده حيلة فالكل ضده..
zeker

حبيبتي الصغيرة mariam.... كلماتك الجميلة إنما هي تحمل كل براءتك وطهرك ، الصداقة كنز حقيقي فعندما نلقى الصديق علينا أن نحرص على علاقتنا به كحرصنا على الأمور النفيسة هذا أمر أما الأمر الآخر فأنا أأكد لك أن الصديق الذي تتحدثين عنه قد قرأ كلماتك ..... ويبقى أن يبقى أؤلئك الأصدقاء ذاكرين لعهد الصداقة ويجتمعون على عهدهم من جديد .

» برنامج نادر يقرأ اغلب صيغ الفيديو وخاصة منها rmvb, rm
» كن صديقي