الخوف من الفشل ...

يتملك الكثير من الناس شعور بالخوف والقلق والتوتر وعدم الإتزان الانفعالي في شتى نواحي الحياة ، وهذا طبيعي جداً ، فيختلف الناس في هذه التأثيرات كما أن أشكالهم وألوانهم وأسمائهم تختلف ، كذلك فإن سماتهم النفسية وقدراتهم تختلف أيضا ، فخوف الطالب من الامتحانات طبيعي جداً بشرط أن لايسيطر على عقلة مما يفقده التركيز وإلا أصبح مرض يحتاج إلى علاج .
فإذا كان الخوف من الفشل قوياً لدرجة أنه يسيطر على كيان الفرد ، وتتملك أفكاره كاملة ، فعلى هذا الاساس يفند ويصنف ضمن فئة القلق المرضي .
أما في الخطوات الفعالة من آجل التحرر من المخاوف مثل إجراء مقابلة ، أو التحدث أمام جمهور ، فهناك صفات يجب أن تتوفر بالشخص المطلوب منه أنجاز مثل تلك المهام ، لابد وأن تكون لدية ثقة بنفسة وبما يحمل من معلومات تسهل له تلك المهمة ، ويعزز تلك الثقة بأنه متقن للمادة العلمية والتي يرغب التحدث عنها ، ويسلسلها بطريقة متدرجة سهلة للمتلقي وله أيضاً ، فيضع الخطة التي هو أكثر قدرة من غيره في فهمها ، ومن سوف يحضر ذلك اللقاء ، ويكون لديه معلومات عن العدد الذي سوف يتكلم أمامهم ، ويتدرب على القاء المعلومات في أسرته ، كأن يجمع أفراد أسرته وكأنه في صالة الالقاء ، وإذا ما فشل فله المحاولة مرات وليس فقط مرة أو مرتين ، وسوف يلاحظ أنه بدأ يتحسن مرة مع مرة ، وأن يكون لديه اسرار على النجاح ، ولا يستسلم للفشل من أول مرة ، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، ومن نجح ليس هم أفضل منك بل أنهم فشلوا ألف مرة قبل أن ينجحوا ، فكل العلماء ليس من أول مرة وصل إلى النتائج الصحيحة بل فشل قبل أن ينجح ، فالفشل هو أساس النجاح ، ومن لم يفشل فأنه لم يحاول أن يكون شيء في مجتمعه ، ويقال كان هناك أمرأة تريد أن تخرج أبنها خطيبا يشار إليه بالبنان ، فكان لديها بعض من الأغنام ، فقالت أخرج إلى تلك الأغنام وأخطب فيها ، فبعد مرور وقت من الزمن وهو على نصح أمه له ، فحتى وصل إلى أن يكون من أفضل الخطباء في عصره ، بالله عليكم ولو قال لنفسه أين عقلي أخطب في هذه الأغنام ؟
لو رأني أحد ماذا لعله قائل ؟
ولكن تلك الأفكار لم تقتحم عقله ، ولو فكر بها لما نجح ، ولكن سوف يكون الفشل حليفه .
ففكرك ماذا تريد أن تكون هو المحفز لك على تحمل المعانات التي تتعرض لها ، ففكرك دال عليك ، فإذا أردت أن تحدث تغير في حياتك فيجب ان تسعى إلى تحقيقه ولا تلتفت إلى من يهبط عزيمتك وأطرد كل فكرة ضد تحقيق أهدافك ، وسوف تجد نفسك قد وصلت ، ولم تكن تتوقع أن تصل بهذه السهولة .
وقبل كل هذا يجب الاستعانه بالله على كل أمورك .
وبحسب قول الله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:105(