الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة

سنبدأ الحديث من مشوار بناء حياة الإنسان ..... ليصل إلى أسمى صور الإنسانية التي أرادها الله له .
فكيف يشتد هذا البناء ويصبح فاعلا في محيطه ؟؟
كيف يبني الإنسان منظومة القيم ويترجمها بسلوك مؤثر ؟؟
مجال بحث ذلك عميق لا يختزل ولا يمكن سبر غوره بأسطر قليلة ، فأنت هنا مرماك الإنسانية بجملتها ، بسيرورة بناء هذا الكون السامي كما أراد له القائل وعز من قال :
﴿ ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ﴾
سورة إبراهيم
بربك انظر إلى هذه الرفعة بذرة تتنامى وتسمو في العلو إلى ما فوق السماء ّ!!!!
وإن كان في الدلالات أن الكلمة الطيبة هي التوحيد ... فانظر معي أخي أثر الإيمان كيف يُترجم بالسلوك والتربية.
فنفس عرفت الله طهُرت وطهر أثر تربيتها .

عزيزتي الأم عزيزي الأب

ماذا نعني بالقيم ?

وماهي أنواعها ؟

القيمة في الإقتصاد: تعني الثمن ، " قيمة الشيئ هي ثمنه " .أما القيم في الفلسفة [size=18]فتقوم على ثلاث محاور " الحق والخير والجمال ".أما القيم الإجتماعية فهي تمثل المعتقدات التي نتمسك بها لنوعية السلوك المفضل ومعنى الوجود وغاياتها .القيم : هي المُثل التي توجه سلوك الناس وتنظمه وتختلف مرجعيتها باختلاف الأمم وتباين ثقافاتها .

نسمع كثيرا ونردد، ذاك" شخص صاحب مبادئ وقيم "!، إذا أردنا أن نفصل مضمون هذه المقولة فلا بد لنا الإطلاع على ما هو آت ، في العلم الحديث سمعنا عن سلم الأولويات عند ماسلو حيث رتب الحاجات التي تمثل قيمة أو أهمية للإنسان هنا ، ومن وجهة نظر إسلامية سنقول لا تعارض في تفسير ذلك على أنه قيمة ولكن هذا النوع سنطلق عليه اسم "القيم المتغيرة" فحاجتك هنا وأولوياتك تتغير وفق معطيات عدة .
أما ما أتى به الدين الإسلامي من ثوابت في العقيدة والتعاملات وشرعة الحياة فهي تمثل قيم ثابتة غير خاضعة لأمزجة الناس وتغير الأزمان وهنا النوع الآخر من القيم المتعارف عليها والتي تسمى " القيم الثابتة "
الطيبة سمة من سمات الشخصية الرائعة المعطاءة عكس مت قد يدور في أذهان البعض والنصيحة التي أقدمها لك يا ابن آدم هي ...

طب نفسا وُجُد بالخير تلق ثوابا
ودع غليظ القلب يحسُد ما سعيه سوى الخرابا
خراب نفسه جزاء فلا تثق بمن سمّاهم الخالق أشرارا
شرار الأنفس تلهث لخراب ما أراد له الرب عمارا
فقرّ عينا يامن آمنت بمن جاء بالحب قرارا
فالوجود بمثلهم يعمُر وهل كان لغير الصلاح مآبا
شمس الكون تشرق فمن يستطع محو تلك الأنوار( ا)
سنة الله في كونه هي للأخيار مآبا ( قرارا)
توبوا إليه واعلموا أن الله عنده خيرا ثوابا
فيا ابن آدم اعلم ليس دستور حياتك إلاالقرآنا

وهنا أتذكر قول ربي تعالى في معرض آياته ﴿ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ([/size]
فلعمري هذه الآية إنما تمثل شرعة ودستورا للتعامل بين الناس فلديك دستور لا يحتاج إلى أبحاث ودراسات ....ببساطة كن لطيفا يحببك الناس ، وكلمتك المحبة تفتح ثنايا القلوب . ولا تنس ليس قلوب الناس فقط بل أذرع السماوات تحتضن ثمرات كلماتك فتنثره في الوجود حبا وعطاء وإشراقا ...فكن أحد شعاعات تلك الشمس ولا تبخل .. تجارتك رابحة بلا شك في الدنيا والآخرة .

زينب قهوجي

flower

: